تكاثرت أحاديث النبيِّ ژ وتتابعت ـ بعد آيات القرآن الكريم ـ في بيان فضل العلم ومنزلة العلماء عند الله وعند الناس، في الدنيا والآخرة، ورفعت العلماء مكانًا عَليًّا، لا يُسعى إليه على قدم، ولا يُطار له على جناح إلَّا بوساطة العلم.
ولا ريب أنَّ أوْلى العلوم بذلك هو علم الدين، الَّذي به يعرف الإنسان نفسه ويعرف ربَّه، ويهتدي إلى غايته، ويكتشف طريقه، ويعلم ما له وما عليه، ثم بعد ذلك كل علم يكشف عن حقيقة تهدي الناس إلى حق، أو تقرِّبهم من خير، أو تحقِّق لهم مصلحة أو تدرأ عنهم مفسدة.
يقول ژ : «من يُرِد الله به خيرًا، يُفَقِّهْهُ في الدِّين»(1).
ويقول: «مَنْ سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله به طريقًا إلى الجنَّة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلَّا حفَّتهم الملائكة، ونزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده»(2).