كتبت عن «الإيمان والحياة»، وعن قضايا الإيمان الكبرى، مثل قضيَّة «وجود الله 2 »، وقضيَّة «التوحيد» أساس الإيمان ولبُّه في الإسلام، وقضيَّة «الإيمان بالقدر» وغيرها.
كما رأيت أنَّ من وسائل تثبيت الإيمان عرض «نماذج مؤمنة» يرى النَّاس فيها معاني الإيمان وقيمه وفضائله مجسَّمة في بشرٍ يمشون على الأرض، يمكن أنْ تتَّخذ من حياتهم أسوةٌ حسنة.
وهذا سرُّ عناية سلفنا @ بكتب الطبقات والتراجم للعلماء والزهاد والصالحين، ليكون من سيرهم منارات إرشاد، ومصابيح هداية.
وقد بدأت بعرض هذه النماذج الرائعة لعدد قليل من «النساء المؤمنات» وعسى أنْ يمدَّنا الله بالعون والتوفيق لنضيف إليها غيرها، من نساء الأُمَّة الصالحات القانتات الفاضلات. ومن رجال الأُمَّة كذلك.
ولعلَّ من الخير الَّذي قدَّره الله أنْ بدأنا بنماذج النساء المؤمنات قبل الرجال المؤمنين.
ذلك لأنَّ المَيْدان النسائي قد غزاه شياطين الإنس، فأفسدوا على المرأة المسلمة تفكيرها ووجدانها وسلوكها، فأصبحت في حاجةٍ ماسَّة إلى أنْ تردَّ إلى رشدها، وتعود إلى أصالتها، وتعتزَّ بشخصيَّتها الإسلاميَّة، وترفض التقليد الأعمى، والتبعيَّة الذليلة للغرب أو للشرق، راضية بالله وحده ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمَّدٍ ژ نبيًّا ورسولًا.
هذا مع أنِّي لاحظت من خلال تجاربي في الدعوة والتدريس والإفتاء أنَّ المرأة أشدُّ اهتمامًا بالدين وتأثُّرًا به من الرجل؛ لأنَّ قلبها في الغالب أشدُّ حساسية وشفافية من قلب الرجل.