بالليل عملاً، ثمَّ يصبح وقد ستره الله تعالى، فيقول: عملتُ البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربُّه، ويصبح يكشف سِتْر الله تعالى»(1).
أمَّا الخطأ في الآراء والمواقف الفِكريَّة والسياسيَّة، فنحن نؤمن بأن لا عصمة لبشر بعد رسول الله ژ ، وليس في العلم كبير، وكل عالم يؤخذ منه ويُردُّ عليه، وما اجتهد فيه فأصاب فله أجران، وما أخطأ فيه فله أجر واحد. وهذا من روائع الإسلام.
وأمَّا السلبيَّات الَّتي يجب كشفها حقًّا، فهي ما يتعلق بالجماعة والأُمَّة، وهو ما أعتقد أنِّي قمت به في حدود معلوماتي وقدراتي. وربَّما أصابني في ذلك ما أصابني، ولا سيَّما من المتعصِّبين للأشخاص والأفكار، سواء من الإسلاميِّين أم من القوميِّين.
ولا بدَّ للمرء من أن يوطِّن نفسه على احتمال مثل هذه الانتقادات ـ أو الاتِّهامات ـ ما دام يؤمن بأنَّه يقول كلمة الحقِّ كما يراها. وليس عليه أن يرضي جميع الاتِّجاهات، وجميع أصناف الناس، فهذه غاية لا تُدرك، وأمنية لا تُنال، وحسْب المؤمن أن يُرضي ربَّه، وإن سخط عليه الساخطون.
﴿رَبَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلْإِيمَٰنِ وَلَا تَجْعَلْ فِى قُلُوبِنَا غِلًّۭا لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌۭ رَّحِيمٌ﴾[الحشر: 10].

الدوحة في المحرم 1431هـ
يناير 2010م
٭ ٭ ٭