بالنساء، ويجنبون أنفسهم عن البشر، الذين يعتبرون عملهم رذيلة وجريمة. حتى تجرؤوا على مجتمعاتهم وظهروا فيها متبجحين وصاروا يسمون أنفسهم المثليين!
وللأسف بدأت بعض الكنائس ترحب بهم، وتعقد لهم عقود الزواج المثلي، وما زال يتسع الأمر حتى أصبح بعض البلاد يعترف بهم، وصار بعض البلاد يعتبرهم جماعات ضاغطة على النواب والشيوخ والسياسيين والأحزاب، حتى إنهم ليُنَجحون أحزابًا ورؤساء، ويسقطون أخرى وآخرين.
وهذا ما أصاب الحضارة الغربية التي استطاعت أن تسبح في البحر مثل الأسماك والحيتان، وأن تحلق في الأجواء، مثل الطيور والعقبان، ولكنها لم تستطع أن تمشي سوية مستقيمة على الأرض كالإنسان.
ولقد اضطررتُ في فترة من الفترات في بريطانيا: أن أذهب إلى تلفزيونها، وأن يحاورني أحد المشاهير هناك، في برنامج معروف، يستضيف كبار الشخصيات، ويضع المحاور من الأسئلة العويصة ما يحرجهم، ويخرس ألسنتهم أن تجيب.
وكان من الأسئلة التي هاجمني بها المذيع الشهير: أنت متهم بأنك عدواني على الفئة المثلية، التي لها خصلة معروفة، اعترف بها العالم، وروجت لها بعض الكنائس، وأنت تقف ضدهم كالحجر الأصم، أو الجبل الأشم، لا تتزحزح، ولا يتغير لك موقف. فهل تريد أن تقتل هؤلاء، أو تزيحهم من طريق الناس العاديين، لِمَ لا تتركهم لينعموا بحياتهم، بلا إزعاج ولا مطاردة؟ وبخاصة أنهم يمارسون هواياتهم في هدوء وسكينة، ولا يقلقون الآخرين بما يفعلون!