«الشريعة الإسلامية صالحة للتطبيق في كلِّ زمان ومكان»: قضية خبرية، شهد بصدقها الوحي الإلهي، وشهد بصدقها التاريخ، وشهد بصدقها الواقع، وشهد بصدقها كل مَن اطَّلع على كنوزها من علماء القانون من المسلمين، ومن المنصفين من غير المسلمين.
· شريعة عامة خالدة:
فأما شهادة الوحي، فنحن نعلم أن الله تعالى أنزل هذه الشريعة بعلمه على محمد ﷺ ، ليقيم بها عدله في الأرض، ويحقق بها مصالح العباد في المعاش والمعاد، كما دلَّ على ذلك استقراء نصوص الأحكام وتعليلاتها في الكتاب والسُّنَّة، وأنه سبحانه خصَّ هذه الشريعة بالعموم والاستمرار دون الشرائع السماوية السابقة.
فقد اقتضت حكمته تعالى أن تكون شرائع الرسل الذين سبقوا محمدًا عليهم جميعًا السلام في الزمن، شرائع محدودة موقوتة، فهي لأقوام معينين، في مرحلة زمنية خاصة، وكان هذا هو الموافق للحكمة والمصلحة، فلم تكن البشرية في طور يسمح لها بتقبّل شريعة عامة خالدة.
شهادة الوحي