الإيمان: أن يكون اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه ممَّا سواهما، وأن يحبَّ المرءَ لا يحبُّه إلَّا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله كما يكره أن يُقذَف في النار»(1).
فهو يفرح بكل ما يناله هو أو من يحبه من خير، فرحَ المؤمنين لا فرح المستكبرين، الذين يفرحون بالماديات وحدها دون أن يؤدوا حقها، كفرح قارون الذي نصحه قومه وقالوا: به﴿تَفْرَحْ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ﴾[القصص: 76]قومه فبغى على قومه، ومشى في ركاب فرعون، وخسف الله به وبداره الأرض،﴿فَمَا كَانَ لَهُۥ مِن فِئَةٍۢ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُنتَصِرِينَ﴾[القصص: 81].
وهو يحزن على ما يصيبه من هموم، ولكن لا يُخرجه الحزن عن إيمانه بربِّه، وعن صدقه في سلوكه، حزن ولكن لا من من﴿وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَٰٓأَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَٱبْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ ٱلْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌۭ﴾[يوسف: 84]وقال: قال﴿إِنَّمَآ أَشْكُوا بَثِّى وَحُزْنِىٓ إِلَى ٱللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾[يوسف: 86]من ولكن لا فهو حزن شديد، ولكن لا يفقد صاحبه الأمل، ولا يوئسه من روح الله، ولا من رحمة الله التي وسعت كل شيء، ولذلك يقول تعالى: تعالى﴿قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌۭ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾[يونس: 58]ما الله فالفرح المتَّصلُ بالله مطلوب، كما أن فرح المعجب بنفسه، والفرح بالشر غير مطلوب، كما قال تعالى لأهل النار:﴿ذَٰلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِى ٱلْأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ﴾[غافر: 75].
وهو إذا عبَّر عن فكره أو شعوره، بلسانه أو قلمه، بشعره أو نثره أو رسمه؛ مُقيَّد بشرع الله.