والحركة الإسلاميَّة ـ إلى جوار أنَّها عمل شعبيٌّ محتسب ـ هي عمل جماعي منظَّم، فلا يكفي أن يقوم أفراد محتسبِون مخلصون من هنا وهناك، يعملون متناثرين للإسلام، وإن كان عملهم مرصودًا لهم في ميزانهم عند الله، فإنَّ الله لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى. وكلُّ امرئ يُجْزى بما قدَّم حسَب نيَّته وإتقانه﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًۭا يَرَهُۥ﴾[الزلزلة: 7].
ولكنَّ العمل الفردي في واقع الأمة الإسلاميَّة المعاصرة، لا يكفي لسدِّ الثغرة، وتحقيق الأمل المرتجى، بل لا بدَّ من عمل جماعي، وهذا ما يوجبه الدين، ويحتِّمه الواقع.
فالدين يدعو إلى «الجماعة»، ويكره «الشذوذ»، فيد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذ في النار، وإنَّما يأكل الذئب من الغنم القاصية، ولا صلاة لمنفرد خلف الصف، ولا لمتقدم على الصف، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا. والتعاون على البر والتقوى فريضة من فرائض الدين، والتواصي بالحق والصبر أحد شروط النجاة من خسران الدنيا والآخرة.