ثقافة الأمة في خدمة دينها، لا في مواجهته، وإلا مزقت الأمة من داخلها شرَّ ممزق.
ونحن حين نقول «الدين» لا نعني الدين كما يفهمه الجامدون، ولا كما يفهمه الجاحدون، فما أضاع الدين إلا جامد وجاحد، كما قال شكيب أرسلان 5 . إنما أعني بالدين: الإسلام كما نزل به القرآن، وكما دعا إليه الرسول الكريم، وتلقاه عنه صحابته، وكما فهمه تيار الوسطية الإسلامية رسالة شاملة متكاملة متوازنة، ترحب بالحوار، وتؤمن بالتجديد، وتنير العقل والقلب، وتسعد الفرد والمجتمع، وتجمع بين حسنتي الدنيا والآخرة.
وهذا ما نؤمن به، وندعو إليه، ونحيا له، ونموت عليه.﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ ١٦٢ لَا شَرِيكَ لَهُۥ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ ١٦٣﴾[الأنعام: 162، 163].
الدوحة في ربيع الأول سنة 1421هـ
حزيران (يونيو) سنة 2000م