قال الله تعالى في كتابه: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِىٌّ عَنِ ٱلْعَـٰلَمِينَ ﴾ . والنبي ﷺ يقول: «بُنِي الإسلام على خمسٍ: شهادةِ أن لا إلٰه إلّا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، وإقامِ الصلاة، وإيتاءِ الزكاة، والحجِّ، وصومِ رمضان»(2).
وانظر لقول الله تعالى: ﴿ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﴾، كأنَّ من أعرض عن الحج وهو مستطيع له، قادر عليه: يكون كافرًا ـ والعياذ بالله ـ ومن كفر ـ أي أعرض عن الحج ـ فإنَّ الله غنيٌّ عنه وعن عبادته، ولهذا قال سيِّدنا عمر بن الخطاب 3 : لقد هممتُ أن أبعث رجالًا إلى هذه الأمصار، فلينظروا كلَّ من كان له جِدَةٌ ولم يحجَّ، فيضربوا عليهم الجزية، ما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين(3). همَّ 3 أن يبعث إلى ولاته على الأمصار يقول لهم: انظروا كلَّ من قدر على الحج ولم يحجَّ، هذا ليس بمسلم. ولكنَّه لم يفعل.
وقال 3 : من مات وهو مُوسر لم يحجَّ، فليمُتْ إن شاء يهوديًّا، وإن شاء نصرانيًّا4">(4).
وقال الإمام التابعيُّ الفقيه سعيد بن جبير 5 : لو كان لي جارٌ موسر، ثمَّ مات ولم يحجَّ، لم أصلِّ عليه(5).