الحجُّ عبادة بدنيَّة ماليَّة، عبادة بدنيَّة؛ لما فيه من مشقَّة كبيرة؛ فالحاجُّ يسافر من بلده، ويذهب إلى الكعبة، ويطوف بها سبعة أشواط، ويسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط، ويرمي الجمار، ويزاحم، وينام على الأرض في عرفات وفي مِنى.
خصوصًا في الزمن الماضي، نحن في هذا الزمن قد يسَّر الله لنا الأسباب، وهيَّأ لنا الأمور، كان النَّاس في الزمن الماضي يركبون البعير، وأحيانًا يذهبون للحجِّ مشيًا على الأقدام من بلد إلى بلد.
ذكر الإمام النَّسَفي في تفسيره قال: قال محمد بن ياسين: قال لي شيخ في الطواف: من أين أنت؟ فقلت: من خُرَاسان. قال: كم بينكم وبين البيت؟ قلت: مسيرةَ شهرين أو ثلاثة. قال: فأنتم جيران البيت؟ فقلت: أنت من أين جئت؟ قال: من مسيرة خمس سنوات، وخرجت وأنا شابٌّ فاكتهلتُ. قلت: والله هذه الطاعة الجميلة، والمحبَّة الصادقة، فقال: